التصنيفات
ahvalnews مقالات

الأيزيديون في تركيا ما زالوا بانتظار مصيرهم | أحوال تركية

“ننتظر مصيرنا”! بهذه الكلمات تحدثت لي امرأة أيزيدية في مخيم للاجئين بمدينة سيلوبي جنوب شرقي تركيا قبل أربعة أعوام.
بعد أن هاجم تنظيم الدولة الإسلامية البلدات والقرى الأيزيدية في شمالي العراق خلال أغسطس 2014، وأخذ يُذَبّح أبناءها ويستحي نساءها ليكرههن على البِغاء، فر الآف الأيزيديين إلى تركيا. وفي وقت لاحق، سعى البعض إلى اللجوء في أوروبا، بينما عاد الآلاف إلى معسكرات في المناطق الواقعة شمالي العراق وسوريا والخاضعة لسيطرة الأكراد. واستضافت تركيا نحو 30 ألفاً منهم؛ لكن لم تكن الدولة التركية هي التي استضافتهم وإنما البلديات الكردية الواقعة في جنوب شرقي تركيا.
في تلك السنوات، كنت أعمل كمتوطوعة في معسكرات الأيزيديين، حيث كنت أبحث عن مساعدات ووسائل للتدفئة وغذاء وملابس لمن يعيشون هناك. كان أول من استضافوا الأيزيديين الذين عبروا الجبال صوب تركيا هم أهالي روبوسكي القريبة من الحدود، وجرى توزيعهم في وقت لاحق على مدن كردية مختلفة. وفي سبتمبر عام 2014، صار هناك ألفان و500 أيزيدي في سيلوبي، وسبعة آلاف ومئة في شرناق، وألفان و250 في روبوسكي، وثلاثة آلاف و500 في بطمان، وخمسة آلاف و55 في ديار بكر، وستة آلاف و245 في ماردين، وألفان و730 في فيرانشهر، وألف و500 في جزيرة ابن عمر، و500 في إيدل. وهذه الأعداد آخذة في الزيادة.
فعلت هذه البلديات الكردية الصغيرة والفقيرة كل ما بوسعها لتأسيس معسكرات للشعب الأيزيدي. وبسبب الازدحام الشديد في المخيمات، استضافت قرى تقع حول روبوسكي ومديات وبطمان بعض الأيزيديين، بينما جرت استضافة آخرين في منازل بشرناق. واتخذ أيزيديون من بعض المقاهي والمرائب والحدائق منزلاً. وبالنسبة لمن جرت استضافتهم في القرى والمنازل، وزعت البلديات قسائم لشراء الطعام من الأسواق المحلية.