احتفل العالم في 15 مايو بيوم اللغة الكردية، باستثناء تركيا.
يعيش ما يقرب من 20 مليون كردي في تركيا – وهي أعلى نسبة أكراد في العالم – ولكن على الرغم من ذلك، لا يزال التعليم باللغة الكردية محظوراً.
وهذا له آثار خطيرة على المشهد التعليمي. فعندما تختلف اللغة الأم عن اللغة الرسمية في المدارس، يكون التحصيل التعليمي منخفضًا في الغالب.
يرتفع عدد الأطفال المنسحبين من المدارس في المناطق ذات الأغلبية الكردية في تركيا. يكافح الأطفال الأكراد بسبب ضعف الاتصال، وبسبب التمييز ضدهم والتهميش والمواقف السلبية ومشاكل الثقة بالنفس. ونتيجة لذلك، نادرًا ما يكونون قادرين على تطوير إمكاناتهم بشكل كامل.
ومثل العديد من الأكراد الآخرين، تعد اللغة واحدة من أكثر القضايا التي أشعر بالتحسس تجاهها لأنني أعرف جيداً شعور عدم معرفتك بلغتك الأم. وبالنسبة للأطفال الأكراد من جيلي، كان من المؤلم أن يكبروا في بيئة تمجد فيها التركية وتُعاقب فيها الكردية.
تلقى الملايين من الأكراد مثلي تعليمهم في المدارس التركية ولا يعرفون لغتهم الأم. أتذكر إلى الآن طقوس الصباح اليومية في مدارسنا مع تلاوة نشيد تعهد تكريس وجودنا للأمة التركية. انتهى التعهد بقول “كم أنا سعيد بأنني تركي”. خلق هذا التعهد صدمات عميقة بداخلنا، أراد معظمنا أن يكونوا “أتراك، مستقيمين، يعملون بجد وسعداء”.
إن عدم معرفة لغتك الأم يؤثر على علاقاتك مع أقاربك – حتى مع والديك. فمن ناحية، لديك عائلة كبيرة، ومن ناحية أخرى، لا يمكنك التواصل معهم بسبب حاجز اللغة. هناك فقدان في الاتصال: لا يوجد ماض، لا يوجد تاريخ عائلي، ولا تفهمون بعضكم البعض.
كأم وطفل تختلف أغانيكما الآن. الأشياء التي تضحك عليها مختلفة، النكات مختلفة، أحلامك مختلفة. أحلامي بالتركية تختلف عن أحلام أمي بالكردية.
اللغة هي عالم، وعندما تخسرها، تفقد العالم. عندما يتم تجريدك من لغتك الأم، فإنك أيضًا تتجرد من العالم المحيط بلغتك الأم.
مر ثلاثون عاماً ولا يزال الأطفال الأكراد في نفس الوضع.
مر ثلاثون عاماً وما زلت أبحث عن لغتي الأم.
أين ذهبت لغتي الأم؟
يمكن قراءة المقال باللغة الإنكليزية أيضا: